ميترا باقرزاده

باحثة ومحبّة

تأريخ الولادة: 1959

مكان الولادة: عبادان

شهادة دراسية: المديرية (السنة الثالثة) بجامعة إيران الوطنية

تأريخ النضال: 35عاما

 

ولدت ميترا في مدينة عبادان الإيرانية، كان والدها موظفا في الشركة الوطنية الإيرانية للنفط. أكملت الدراسة الابتدائية والمتوسطة في جزيرة خارك الإيرانية.

وكانت ميترا نشطة ومجتهدة وباحثة كما كانت عاشقة لمطالعة الكتب والرياضة. وكانت ميترا تمثل نموذجا وأسوة لطالبة مميزة لمدرسيها وأساتذتها وأكملت الإعدادية في فرع العلوم الطبيعية بدرجة ممتازة في جزيرة خارك مواصلة الدراسة الجامعية في الإدارة لجامعة إيران الوطنية.

وفي العام 1978 كانت ميترا تدرس السنة الثانية في الجامعة حيث ارتفعت نبرة الاتفاضات والاحتجاجات الشعبية ضد دكتاتورية الشاه. وقلبت قراءة السيرة الذاتية للرواد الثوريين فضلا عن تعرفها على رموز نظير الشهيدة فاطمة أميني والشهيد مهدي رضايي درب حياتها الذي كان يقتصر قبل ذلك على الحب والرغبة في الدراسة والرياضة وما ينتج عنهما من القيم، حيث جعل ذلك ميترا تكف عن الدراسة والعائلة وكل الاهتمامات والرغبات والطموحات التي كانت قد تتوق إليها طيلة حياتها وخاضت درب منظمة مجاهدي خلق.

ولكن لم يكن القرار سهلا وخاليا من الصعوبات لميترا لأن والدها كان يحب شخصيتها الرائعة والمحبوبة، الأمر الذي كان بمثابة حاجز حقيقي أمامها غير أنها وبإصرارها على قرارها وبدفع ثمن ذلك في كل لحظة، نجحت في اختيارها.

وعقب تأسيس الحركة الوطنية لمنظمة مجاهدي خلق في العاصمة طهران بدأت ميترا ترتبط بالمنظمة والفرع المعني بالطلاب فيها كما استمرت نشاطاتها في رابطة الطلاب المسلمين في جامعة إيران الوطنية.

وكان التواضع ونكران الذات لدى ميترا عند تعاملها مع المواطنين وبسالتها وجرأتها ضد عملاء النظام من الميزات البارزة التي كانت تتحلى بها كما كانت معنويات ميترا تستزيد من خلال حبها للشعب والرموز الشهداء في منظمة مجاهدي خلق كما كانت تقف وبكل صرامة وحلم في وجه الهجمات والقمع الممارس من قبل البلطجيين من أصحاب الهراوات الموالين للنظام حتى الرمق الأخير.

وبعدما أمر خميني بإغلاق الجامعات تولت ميترا مسؤولية قسم في قطاع الموظفين التابع للمنظمة في العاصمة طهران. وبعد 20حزيران/ يونيو 1981 وانطلاقة موجة الاعتقالات والإعدامات واسعة النطاق في أنصار مجاهدي خلق، كانت ميترا وبكل جرأة وبسالة تفوقان الوصف تبذل قصارى جهدها من أجل توفير المزيد من الإمكانيات ليتمكن أنصار مجاهدي خلق وبفضل الدعم السخي المقدم من قبل المواطنين وبالتعويل على ذلك أن يسملوا من الأخطار المترتبة على ضربات كان العدو في صدد توجيهها ضدهم.

وعقب توسيع نطاق الاعتقالات والإعدامات تمكنت البطلة ميترا مصحوبة بعدد من زملائها من التنقل إلى القواعد التابعة للمنظمة في المنطقة الكوردية وذلك في منتصف آب/ أغسطس 1982 وبعد فترة نقلتها المنظمة إلى خارج البلاد من أجل أداء المهام.

وبعد تأسيس جيش التحرير الوطني الإيراني كانت ميترا بين النساء الأوليات اللواتي تولين مسؤولية قيادة الوحدات العملياتية للنساء في أشرف. وفي هذا الشوط من حياتها النضالية تحملت ميترا أخطر المسؤوليات ونفذتها بأروع ما يمكن من الصورة وذلك اعتمادا على إيمانها بقدرة المرأة الثورية المجاهدة وقابليتها.

وكانت ميترا تتحلى بشخصية متواضعة وصبورة وهادئة وحنونة فضلا عن إصرارها وحزمها في الأمور. وكانت تحب زميلاتها وزملائها من أعضاء مجاهدي خلق كما كانت تعتبر مشكلات الآخرين ومعالجتها في أولويات عملها. وكان صوتها الرائع والحنون يبعث البهجة والفرحة بين زميلاتها وزملائها.

كما كانت ميترا وفي فترة الصمود في أشرف واحدة من الأركان الرئيسية في تنظيم مجاهدي خلق ممن كانت مشاركتها أي قضية تطمئن قلوب الجميع وتشد من أزرهم.

وفي فترة نقل أعضاء مجاهدي خلق من أشرف إلى مخيم ليبرتي كانت ميترا تتحمل المسؤولية الخطيرة والثقيلة للقطاع الحقوقي والقانوني التابع للمنظمة. ويشهد ويذكّر كل من عمل معها عن كثب كيف كانت تبذل جهودها على مدار الساعة وتدأب على السعي هذه المرأة المقدام في إحباط مؤامرات العدو في فترة النقل بحيث كانت تمضي أيام وهي كانت تواصل عملها دون أن تنام ولو ساعة واحدة.

وفي العامين الأخيرين للصمود في أشرف بقت ميترا في أشرف بين 100من أعضاء المنظمة الحاملين أرواحهم على أكفهم باعتبارها مسؤولة للفرع الحقوقي لشراء ممتلكات سكان أشرف.

وفي خضم الصعوبات والنوائب خلال هذين العامين داخل طوق الحصار المفروض من قبل عملاء خامنئي والمالكي، كانت ميترا وبتواضعها ودفعها الثمن من أجل الآخرين تجعل إدارة الأمور سهلا ويسيرا لهم حيث كانت تردد في تلك الفترة الصعبة عبارة «بما أنني اخترت النضال، أشعر بالسعادة والفخر في كل لحظة تمر».

وأخيرا وفي صبيحة اليوم الأول من أيلول/ سبتمبر 2013 وجراء هجوم عملاء حكومة المالكي على أشرف بأمر من خامنئي قاتلت وقاومت ميترا البطلة مع 51شخصا من زملائها حتى الرمق الأخير وسقت بدمائها الزكية الشجرة الرفيعة لنضال الشعب الإيراني ومقاومته من أجل الحرية.

طوبى للشهيدة ميترا البطلة التي ضحت بكل غال ورخيص من أجل السعادة والعيش الكريم لشعبها وأوفت بعهدها للحرية وتحرير الوطن.

Exit mobile version