نقص الممرضات وظروف العمل الصعبة والعمل الإضافي القسري
يتحكم القمع المضاعف الموجه ضد النساء في إيران بجميع مجالات حياتهن، ومن مجالات هذا القمع المزدوج التمييز في مجال العمل، ومجال عمل التمريض في ظل نقص الممرضات، وظروف العمل القاسية، والعمل الإضافي القسري بدون أجر، وهجرة الممرضات، وهي القضايا التي سنتناولها في هذه المقالة القصيرة.
التمريض من الوظائف المشرفة للنساء في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن الممرضات الإيرانيات اللواتي يتقاضين رواتب أقل بكثير من خط الفقر، وتتجاوز ساعات عملهن الساعات الإدارية المحددة يمضين ويقبعن في ظروف شديدة القهر خانقة.
وبناءا على اعتراف وسائل إعلام حكومية فإن موجة الممرضات الخريجات العاطلات عن العمل باتت كالسيل الذي يجتاح البلاد، وبدلاً من توظيفهن تزداد ساعات عمل الممرضات العاملات وترتفع أكثر فأكثر دون تلقي أجور، وعلى الممرضات القيام بالعمل الإضافي في معظم الأحيان، وعلى ممرضة واحدة أن تتولى في أكثر المواقف رعاية المرضى عوضاً عن عدة ممرضات.
هذا وقال محمد شريفي الأمين العام لدار التمريض: ” توفي 3 من ممرضات أثناء نومهن خلال الشهر الماضي، وسبب وفاتهن هو متلازمة كاروشي والوفاة بسبب الإرهاق في العمل المتزايد”، واليوم الممرضة العاملة في مستشفياتنا هي ممرضة متعبة وغير متحمسة ومنهكة وستترك وتغير وظيفتها؛ هذا إذا لم تهاجر. (موقع اعتماد أونلاين الحكومي، 12 مايو 2024)
إن ضغط العمل الكبير المتزايد والعمل الإضافي غير مدفوع الأجر يجبر الممرضين على الاستقالة حتى يتمكنوا بالخروج من إيران من توفير حياة أفضل لأنفسهم ولأبنائهم.
![يتحكم القمع المضاعف الموجه ضد النساء في إيران بجميع مجالات حياتهن،](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2024/07/Nurses-min-1024x512-1.jpg)
وبحسب ما كُتِب بإحدى المواقع الحكومية استقالت جمعٌ من الممرضين من مستشفيات ”شهداء تجريش“ في طهران، وطالقاني بمدينة جالوس، وطالقاني بمدينة آبادان، وممرضين من عدة مراكز طبية أخرى في يزد احتجاجاً على ظروف العمل المتردية.
استقال 20 من الممرضين في مستشفى ”أميراعلم“ في طهران، و43 من ممرضي غرفة العمليات والتخدير في مستشفى شهداء تجريش، و30 من ممرضي مستشفى آبادان احتجاجاً على الأجور وظروف العمل غير المناسبة وانعدام الأمن الوظيفي. (موقع ديدبان الحكومي – 30 أبريل 2024)
قال محمد تقي جهانبور رئيس منظمة نظام التمريض: بالاستناد إلى إعلان جامعة العلوم الطبية أنه قد ترك الخدمة 216 شخصا في الأشهر التسعة الأولى فقط من العام بسبب صعوبة العمل وعدم التناسب بين حجم العمل ومستوى الدخل. (وكالة الأنباء الحكومية مهر – 21 فبراير 2024)
أما لقمان شريفي عضو المجلس الأعلى لجهاز التمريض فقد قال: إن مستوى دخل الممرض/ الممرضة في أحد المستشفيات الحكومية بالعاصمة أقل من معدل خط الفقر، ولا يمكن التوقع بأن تكون هذه القوى مستعدة للخدمة. (موقع ”خوش خبر“ الحكومي – 26 فبراير 2024)
وأضاف شريفي: هناك مشكلة نقص الممرضات، ولدينا خروج كبير من وسط قوى العمل ولكن لا يتم استقطاب قوى جديدة بشكل صحيح، ومعدل تعيين الممرضين منخفض جداً أيضاً، وتواجه بعض المستشفيات في المدن الكبرى مشكلة خطيرة بنقص الممرضين.
واعترف قاسم أبوطالبي عضو المجلس الأعلى لمنظمة نظام التمريض: “هاجر العام الماضي ما يقرب من 3000 ممرض، بينما يتم تدريب حوالي 10000 شخص في كلياتنا، وهذا القدر من مغادرة البلاد كارثي”. (موقع انتخاب الحكومي – 12 مارس 2024)
في مثل هذه الظروف بدلاً من النظر بمطالب الممرضين العادلة تُجيبهم حكومة الملالي بالقمع، وكتبت صحيفة ”هم ميهن“ الحكومية في الـ 7 من مارس 2024: “الإيقاف من 6 أشهر إلى سنة عن العمل والفصل وإدراج في قضاياهم والتوبيخ وتقديمهم إلى المؤسسات الأمنية؛ وهذه خلاصة ما حدث للممرضين المحتجين في السنة الماضية”.
وكتبت صحيفة ”هم ميهن“ مضيفة: “تم التعامل مع الممرضين في طهران، وكرج، وكاشان وقم أكثر من أي محافظة أخرى على أنهم متورطون في قضية التجمعات التي أُقيمت في الخريف الماضي، وقد تم فصل إحدى الممرضات ممن يتمتعوا بـ 27 عاما خبرة”