1000 سجين سياسي سابق وأسر الشهداء يقاضون المسؤولين عن إبادة جماعية ومجرزة 1988

وفد يضم 12 سجيناً سياسياً سابقاً ومدعيًا في محكمة ”حميد نوري“

وفد يضم 12 سجيناً سياسياً سابقاً ومدعيًا في محكمة ”حميد نوري“

1000سجين سياسي سابق وأسر الشهداء يقاضون المسؤولين عن إبادة جماعية ومجرزة 1988

شارك أكثر من ألف سجين سياسي سابق وأسرشهداء مجزرة عام 1988 في مؤتمر عبر الإنترنت يوم الجمعة 27 أغسطس 2021. المؤتمر بعنوان «إيران: إبادة جماعية ومجزرة عام 1988، لا لهروب مرتکبي الجريمة من الملاحقة، نعم لمحاسبة قادة النظام» بمناسبة الذكرى 33 لمجزرة عام 1988. تم ربط  مايقارب 2000 موقع من جميع أنحاء العالم بالمؤتمر.  وشارك ألف سجين سياسي سابق، أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الذين تعرضوا للسجن والتعذيب في ظل النظامين الديكتاتوريين الشاه والملالي، في المؤتمر الذي أقيم في متحف  الشهداء للمقاومة الإيرانية في أشرف الثالث بألبانيا.

وخاطب المؤتمر على الإنترنت العديد من السجناء السياسيين السابقين وأقارب ضحايا مذبحة عام 1988، ونقلوا تجاربهم وشهاداتهم ضد جرائم النظام الديني. التجمع الاستثنائي هو قمة هرم في المجتمع الإيراني، مع مئات الآلاف من السجناء المعذبين وعائلات 120.000 الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية.

كما أعرب عدد من السجناء السياسيين السابقين وأسرالشهداء عن تجاربهم وتجارب أسرهم وشهدوا ضد المجرمين الحاكمين في إيران.  وكان هذا التجمع الاستثنائي يشكل قمة هرم عظيم في المجتمع الإيراني، يضم مئات الآلاف من المسجونين والمعذبين، وعائلات 120 ألف شهيد سقطوا على درب الحرية.

السجينة السياسية السابقة ”مهري حاجي نجاد“

وفد يضم 12 سجيناً سياسياً سابقاً

في جزء من المؤتمر، ظهرت السيدة مهري حاجي نجاد، وهي سجينة سياسية في نظام الملالي لمدة 4 سنوات و 8 أشهر، وسط مجموعة من سجناء مجاهدي خلق وهم المدعون الرسميون في محاكمة ”حميد نوري“ في محكمة ستوكهولم. قامت السيدة حاج نجاد بتقديمهم جميعًا وشرحت لهم تاريخ عائلاتهم.

وكانت السيدة ”مهناز ميمنت“ هي واحدة من المدعين في المؤتمر. قتل أربعة من أقاربها، بينهم والدتها وشقيقاها، على يد نظام الملالي اللاإنساني. شُنق شقيقها محمود ميمنت في سجن جوهردشت بكرج في صيف عام 1988.

 كما شاركت ”خديجة برهاني“ مدعية أخرى في المؤتمر. قام نظام الملالي اللاإنساني بإعدام إخوتها الستة وزوجة أحد أشقائها. عائلة برهاني هي إحدى وثائق الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام. محمد مهدي برهاني، شقيق خديجة، كان سجينا سياسيًا في عهد الشاه، قُتل تحت التعذيب عام 1982 على يد معذبي النظام. أُعدم شقيقها الآخر، محمد علي برهاني، في قزوين في سبتمبر 1981. أُعدم أحمد ومحمد حسين شنقاً في سجن جوهردشت في عام 1988 بعد تعرضهما للكثير من التعذيب. وفي الوقت نفسه، أعدم مينو محمدي، زوجة محمد مهدي، في سجن قزوين.

كما شرحت السيدة مهري حاج نجاد تجربتها الخاصة في السجون الرهيبة لنظام الملالي قائلة: «أمضيت ما يقرب من خمس سنوات في سجون نظام خميني، واستشهد أربعة من أفراد عائلتي زوجي وإخوتي الثلاثة وهم أحد وصمد وعلي حاجي نجاد و”فرزاد كرانماية“ على يد مجرمي النظام.

عندما كنت في السجن، حاول المحققون إقناعنا بأن لا أحد من خارج السجن يدعمنا. لكن الأشخاص المحبين للحرية مثلكم لم يسمحوا للنظام اللاإنساني بتنفيذ حيله واكاذيبه.

سيما ميرزايي .. أعدم نظام الملالي 14 من أشقائها وأقاربها

سيما ميرزايي .. أعدم نظام الملالي 14 من أشقائها وأقاربها

كانت السيدة سيما ميرزائي، إحدى أقارب ضحايا مجزرة عام 1988، واحدة من الشهود التي تحدثت في المؤتمر. وقالت في جانب من حديثها: «تم إعدام 14 من أحبائي على يد نظام الملالي، اعتُقِلت أختي خديجة عام 1981 وكانت تحت التعذيب المستمر لمدة شهرين، وخلال زيارة قصيرة قالت لوالدي إنهم طلبوا مني رسائل مقززة ومقابلة تلفزيونية ضد مجاهدي خلق، لكنهم خسأوا ولم ينالوا هذه الرغبة فقد وقفت خديجة وصمدت كجبل واستُشهِدت تحت التعذيب.

سبعة من أحبائي، شقيقي حسين ومصطفى، وأختي معصومة وزوجة أخي مهناز يوسفي، وثلاثة من أقاربي بعد أن قضوا 7 سنوات من السجن والتعذيب، وفي صيف عام 1988 الدموي مضوا إلى مجد وفخر الشهادة المشرفة برفقة 30 ألف سجين بطل تم إعدامهم.

وأبطال مجاهدي خلق الذين صرخوا صرخة الحرية وقبلوا حبال المشانق ببطولة وايمان راسخ بمبادىء وقيم الحرية والعدل التي ناضلوا من أجلها، واستُشهدوا وهم يهتفون من أجل الحرية ويحيون رجوي، ويعجز لساني في وصف شجاعتهم ووفائهم، وسأروي لكم كيف قضى شقيقي حسين نصف مدة سجنه البالغة 7 سنوات في الحبس الانفرادي تحت التعذيب، تعرضت مهناز للتعذيب تاركة وراءها ابنتها الصغيرة، التي حُرمت إلى الأبد من حضن والدتها الدافئ.   ، بقي عام واحدا لأختي معصومة وتنتهي مدة سجنها البالغة خمس سنوات لكنها لم يطلقوا سراحها، وقد قال أحد الجلادين يدعى ”صلواتي“ إنه إذا أطلقنا سراحها اليوم فستكون غدا مع مسعود رجوي في أشرف، سنبقيها في السجن حتى يبيض شعرها كأسنانها.

وكما قالت الشهيدة المجاهدة أشرف رجوي «لم يعرف العالم بعد بما حدث للشعب الإيراني ولمجاهدي خلق»

يمضي والداي الليل في عزلة وبكاء ونحيب شديد، ثم يعودا ويقولان عزاؤنا إن أبنائنا وقفوا في وجه الجلادين ودعموا معتقداتهم ومثلهم ومبادئهم المحببة التي يؤمنون بها، ويسافر والداي مع أحفادهم الصغار إلى السجون التي فيها أمهات وأباء الصغار وقد امضوا عمرا وهم يتنقلون بمشقة وألم في الحر والبرد من سجن إيفين إلى سجن قزل حصار ومن هناك إلى جوهردشت. لم يسمح الجلادون معظم الوقت باللقاء، وعاد الأطفال الباكين إلى منازلهم. والسفّاح لاجوردي أن يقول لوالدي أنني يجب أن أحرق جذورك لأنك زودت المجتمع بعدة مناضلين في صفوف مجاهدي خلق.

السجينة السياسية السابقة الطبية ” خديجة آشتياني“

طبيبة تسجن لمدة خمس سنوات

كانت الطبية ”خديجة أشتياني“ سجينة سياسية في نظام الملالي لمدة خمس سنوات. وتحدثت في كلمتها بالمؤتمر عما حدث خلال مجزرة عام 1988 وجرائم ”حميد نوري“. وقالت الطبيبة أشتياني: «

كنت في السجن لمدة 5 سنوات. في البداية لم نكن معصوبي الأعين في سجن قزل حصار. لذلك، كثيرًا ما رأيت الجلاد حميد نوري، الذي كان يرافق ”ناصريان“ أو ”مقيسه اي“ دائمًا.

 أتيت اليوم من أجل مقاضاة دماء الشهداء الذين قُتلوا على يد النظام وقد قُتِل بعضا منهم في مجزرة الـ 30 ألف سجين سياسي سنة1988، وكان أخي أحدهم، وقد تم اعتقاله وسجنه وهو في التاسعة عشرة من عمره بجرم الإنتماء لمنظمة مجاهدي خلق، في 17 مايو 1988 فصل حميد نوري وناصريان حوالي 120 شخصا من عنابر مختلفة وأرسلوهم إلى سجن إيفين في ذلك الوقت، وقد مرروهم عبر نفق الحرس الوحشي وتعرض السجناء اثناء ذلك فردا فردا الى الضرب والشتم والتنكيل الشديد، وعندها سمعنا أن هؤلاء الأشخاص قد نُقلوا إلى سجن إيفين للإعدام، لكننا لم نكن نرغب في تصديق ذلك، وخلال الاجتماع الأخير في 25 يوليو أخبر ”علي“ والدتي أنهم أخذوا التلفزيون من الغرف لمدة يومين، وأغلقت أبواب الغرف ولم يقدموا لنا أي طعام، وقالوا لنا إننا سنقوم بإعدامكم جميعا ولم تعد هناك حاجة لكم بالطعام.

   في ذلك الوقت لم تكن عملية الضياء الخالد قد نُفِذت ولم يُتخذ قرارها بعد، مما يشير إلى أن مجزرة السجناء وإعدامهم لم يكن رد فعل أو قرار تم اتخاذه في ليلة وضحاها وانما كان نهجا متبعا وأمرا مخططا له مسبقًا.

 قطعوا الزيارات واللقاءات بعد ذلك بين السجناء وذويهم، وبقينا نتردد على سجن إيفين جيئة وذهابا حتى اكتوبر 1988 لمتابعة حالة أخي، أخيرا  في 18 نوفمبر 1988 جاء حرس النظام إلى منزلنا وقالوا لنا أن نذهب إلى لجنة طهران – بارس لإحضار متاع مهدي، وقد فهمنا أنه قد تم إعدامه.

ولم تكن الإتصالات في ذلك الوقت مثل اليوم، وقد شهد كل شارع شهيدا وكانت مقاومة أسرالشهداء ملحمية.

لم يصل صوتنا إلى أي مكان في ذلك اليوم ولم يعرف العالم ما حدث لمجاهدي خلق، وماذا حدث لعائلاتهم، لكن اليوم ولحسن الحظ، مع راية الأخت مريم وفي ظل قيادتها أصبحت حركة العدالة من أجل دماء الشهداء عالمية، ولدينا أنصار شرفاء صادقون مثلكم.

السجينة السياسية السابقة بروين كوهي

شاهدة على عمليات الإعدام على نطاق واسع

كانت السجينة السياسية السابقة ”بروين كوهي“ أيضًا من بين المتحدثين في المؤتمر.

قضت بروين كوهي 5 سنوات و 6 أشهر في زنزانات نظام الملالي.

وشرحت في جانب من كلمتها للمؤتمرقائلة: «تم اعتقالي في طهران في مايو 1982 وأمضيت حوالي خمس سنوات ونصف في سجني إيفين وجوهر دشت حيث قضيت سنة في الحبس الانفرادي، وفي سبتمبر 1987 بعد الحكم علي تم نقلي إلى سجن دستكرد في اصفهان.

شاهدت عمليات إعدام واسعة النطاق خلال ليالي فترة سجني في إيفين، حيث وصلت إلى مسامعي صوت طلقات الرحمة للإعدامات حتى 600 شخص ، وكان هذا هو نهج خميني الذي كان يعرف أن بقائه في زوال وإبادة مجاهدي خلق حتى آخر شخص.

  كما تعلمون حدثت المجزرة  إضافة إلى طهران في جميع المدن. وبصفتي أحد الشهود على مجزرة الأخوات المجاهدات في سجن دستكرد في اصفهان، أردت أن أترك ملاحظاتي بين يديكم.

عندما دخلت سجن اصفهان أمضيت مدة في الحبس الانفرادي، وبعد نقلي إلى العنبر العام  وفوجئت بقلة عدد السجينات مقارنة بعدد سجينات إيفين، وتفاجأت عندما سألت الجميع عن السبب فقلن إن بعضهن حُكم عليهن بالإعدام وبعضهن أطلقت سراحهن ولم تبق سوى 12 سجينة.

   من هذا العدد كان هناك عدد من المجموعات السياسية الأخرى اللواتي أفرجن عنهن حتى عيد 1988 وبقينا 9 سجينة جميعنا من أنصار مجاهدي خلق وبسبب العدد القليل نقلونا إلى مكان يسمى «الجناح القديم» الذي كان به فناء صغير جدا بغرفة أو غرفتين.

في يوم29 أو 30 يوليو 1988، نادوا على أسمائنا نحن التسعة، وكل منا معصوب العينين واقتادونا إلى غرفة خارج الجناح،  ثم طرحوا بعض الأسئلة، وعندما عدت انتبهت الى عدم وجود سبعة أشخاص منا نحن التسعة، وفهمت بعدها من السجانين من خلال الايماء بالاشارة انه تم اعدامهن ، وهذا ما أصابني بالصدمة وعدم التصديق، فلم تكن هناك زيارات وانقطعت وحُجِبت جميع وسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون والصحف، ولم أكن أعلم ما الذي جرى حتى اعادوا الزيارات بعد 3 الى 4 أشهر فهمت من عائلتي أثناء الزيارة أنهم قاموا بحملة إعدامات واسعة النطاق في طهران ومدن أخرى، وأن شهداء سجن إصفهان دُفنوا في مقبرة ”باغ رضوان“.

لن نغفر ولن ننسى أبدًا

الآن، بعد مرور 33 عامًا على الإبادة الجماعية ومجزرة عام 1988، يتردد صدى رسالة دماء الشهداء في حركة المقاضاة والانتفاضات الشعبية وفي عزم وحدات المقاومة داخل إيران. لن يتنازل الشعب الإيراني عن رغبته المشروعة في حرية إيران ومحاكمة خامنئي ورئيسي وإيجيئ والجلادين الآخرين. لن نغفر ولن ننسى أبدًا.

Exit mobile version