20 حزيران / يونيو 1981 كان نقطة تحول في تاريخ إيران

بقلم شعلة باكرافان  20

20 يونيو 1981، كان نقطة تحول في تاريخ نضال شعب إيران في سعيهم إلى الحرية.

 واليوم، نتذكر السجناء السياسيين، سواء الذين قتلوا في العقود الماضية أو أولئك الذين هم في السجن حاليا. في 20 يونيو 1981، كنت في سن المراهقة, اليوم الذي فتح فيه النار على مظاهرة شعبنا. وبعد ذلك، لم تعلن في الصحف سوى أسماء الفتيان والفتيات الصغار الذين كانوا يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم. يوم الذي أصبح منعطفا كبيرا في تاريخ نضال شعبنا من أجل الحرية.

تلك الأيام لم أفهم أي شيء. لم أكن أعرف معنى الاعتقال والإعدام وكان الاعتقال والتنفيذ مجرد كلمتين بالنسبة لي، ولم أكن أفهم مدى المعاناة المخفية في هاتين الكلمتين فقط. لم أكن على وعي وأنا لا أزال أشعر بالخجل من نفسي لعدم وعيي آنذاك.

 لم أكن أفهم معنى خيبة أملهم وفلذلك نسيتهم بسهولة. عندما أقول إنني أشعر بالخجل من نفسي، أعني أنني ونحن لو وقفنا كلنا معا في تلك الأيام، ربما لم يكن بإمكانهم تبني القوانين اللا إنسانية هذه. ربما كان بوسعنا منع القضاة غير المستقلين من رئاسة المحاكم الصورية. ربما لم يتم تشكيل ما يسمى بالمحاكم. ربما كانت العدالة لم تضيع بحق ابنتي. وكان بامكانها اليوم أن تضحك وتكون سعيدة تحت الشمس المشرقة…وطالما أن هناك سجناء سياسيين، وطالما لم يتم إلغاء عقوبة الإعدام، فستمر بنا السنوات واحدة تلو أخرى، وسنخلد ذكرى شهداء شعبنا العظيم الخاضغ للطغيان دون أن يحدث أي تغيير في مصير أطفالنا اليوم وسجنائنا غدا. قد شهدنا القضاء والحكومة منذ سنوات  تقف ضد مطالب شعبنا الحقة. وطيلة العقود القليلة الماضية، شهدنا كيف أنهم ربطوا جسد أمتنا وروحها بالمزيد من السلاسل خطوة بخطوةو بدأ إسماعيل عبدي إضرابا عن الطعام احتجاجا على نهب حقوق المعلمين. (وغيره من المضربين عن الطعام مثل جعفر عظيم زاده وآرش صادقي وسعيد شيرزاد والشقيقين رجبيان وأتينا دائمي )

 الوعي والحرية تتطلبان جهدا كبيرا. عقد الاحتفالات التذكارية والندوات والمؤتمرات هو مجرد بداية هذا الطريق. وعندما استمرت نفس القوانين ونفس المظالم ونفس الأساليب القمعية منذ ما يقرب من 40 عاما، علينا أن نبحث عن طرق أخرى لاستعادة حقوقنا المسلوبة وإقامة العدل حتى لا نخجل أمام الأجيال القادمة وشبابنا الحبيبين الملطخين بدمائهم في التاريخ المعاصر. في ذلك اليوم، سنغني معا بأنه قد أثمر جهودنا لمقاضاة المجرمين. وانا بصفتي ناجية من تنفيذ الإعدام بحقي، لن أكون صامتة وسأواصل جهودي إلى تحقيق العدالة إلى أن تجرى محاكمة عادلة لمن قتل ابنتي البريئة. وسأمهد الطريق إلى الأمام مع آلاف الآخرين الذين يسعون إلى تحقيق العدالة، وإلغاء عقوبة الإعدام، وحظر التعذيب، وحرية سجناء الرأي. وسأصرخ دوما، عاشت الحرية، لا للإعدام بأي شكل وبأي ذريعة

 شعلة باكرافان

الجدير بالذكر السيدة باكروان هي ناشطة في مجال حقوق الإنسان وناشطة لمكافحة عقوبة الإعدام. وقد تم إعدام ابنتها ريحانة جباري بسن 26 عاما شنقا في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 بعد أن قضت سبع سنوات من عمرها في السجن. كانت ريحانة جباري مهندسة الديكور وهي شهيدة للدفاع عن شرفها وتم تنفيذ حكم الإعدام بحقها بتهمة قتل أحد مسؤولي رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية الذي كان قد حاول اغتصابها

Exit mobile version