2500 امرأة متضررة يفقدن مأواهن نتيجة لإغلاق مؤسسة “خانه خورشيد”

2500 امرأة متضررة يفقدن مأواهن نتيجة لإغلاق مؤسسة "خانه خورشيد"

نتيجة للضغوط الحكومية تم إغلاق مؤسسة “خانه خورشيد” التي ترعى 2500 امرأة متضررة.

سيتم إغلاق المؤسسة المشار إليها، وهي مركز لاستقبال الآلاف من النساء المتضررات في منطقة “دروازه غار” في طهران. وأعلن مسؤولو هذه المؤسسة غير الحكومية على صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي أنهم سينتهون من عملهم بحلول الثلث الأخير من شهر مارس 2022. وتم أثناء ممارسة هذه المؤسسة نشاطها رعاية 2500 امرأة متضررة وتعافت من بينهن 600 امرأة.

والجدير بالذكر أن عدد المراكز التي تأوي آلاف النساء المتضررات قليل للغاية. والأنكى من ذلك هو أنه لا يوجد أي مركز لدعم ورعاية المرأة المتضررة بمعية طفلها.

ويأتي إغلاق مؤسسة “خانه خورشيد”، وهى واحدة من أقدم المآوي الآمنة في طهران، في حين أنه استنادًا إلى إعلان منظمة الرعاية الاجتماعية لا يوجد سوى 27 مأوًا آمنًا في إيران، ولا يمكن لأي منها توفير الخدمات سوى لـ 10 نساء فقط ممَن تعرضن للعنف.

وكانت المؤسسة تستقبل 100 امرأة مدمنة و25 طفلًا يوميًا

أين مؤسسة “خانه خورشيد”؟

أسست كلٌ من ليلا أرشد، وسرور منشي زاده مؤسسة الحد من معاناة المرأة في إيران “خانه خورشيد”، في فبراير 2007، لدعم النساء المدمنات والمشردات في منطقة “دروازه غار” الواقعة جنوب طهران.

وكانت المؤسسة تستقبل 100 امرأة مدمنة و25 طفلًا يوميًا حتى عام 2014، ولكن تم التركيز في شتاء عام 2014 على تحسين حياة النساء اللواتي أقلعن عن الإدمان ولديهن أطفال، من خلال توفير المهارات الاجتماعية والمهنية.

 وأعلنت ليلا أرشد، مديرة هذه المؤسسة غير الربحية، في مقابلة مع صحيفة “همشهري” الحكومية، إنه لم يكن هناك سبيل آخر سوى إغلاق المؤسسة؛ بسبب شتى أنواع الضغوط التي مورست عليهن.

 وقالت ليلا أرشد: “إن القيود المفروضة علينا تزداد كل يوم. وأصبح اتخاذ القرار في مجال الأضرار التي تتعرض لها المدمنات مختلفًا جدًا، ويسعون إلى إسناد الأعمال الاجتماعية للمؤسسات الكبيرة، ولم تَعُدْ المؤسسات الأخرى تمارس نشاطها كما كان الحال في الماضي”.

 وقالت مشيرةً إلى دور المنظمات ذات الصلة في خلق مثل هذا الوضع للنساء المدمنات، إنه طُلب منهن “التخلي عن هؤلاء المدمنات لأنهن يمتن لا محالة”.

وأضافت في جزء آخر من حديثها: “أن إحدى المشاكل هى أننا ليس لدينا المستوى الأول والمستوى الثانى من الوقاية، ونمارس عملنا في المستوى الثالث من الوقاية. أي أننا نتدخل بعد وقوع الحادث ووقوع الضحية في المحظور. ويطالبوننا بالتوجُّه إلى منطقة “دره فرحزاد” في منطقة خلازير، ‌ومنطقة آزادكان، ومنطقة “دروازه غار” وغيرها من المناطق، وتقديم المساعدات للمدمنات. ما هي المساعدة التي يمكننا تقديمها للمدمنات سوى توفير الطعام والملبس لهن؟”. (موقع “شرق” الحكومي – 2 مارس 2022).

ووصفت ياسمن خالقيان، إحدي الصحفيات في المجال الاجتماعي منطقة “دروازه غار”، قائلةً: “لابد أنكم سمعتم عن اسم “دروازه غار” … إلخ، ولا يمكنني أن أصف بالكلمات مدى الضرر اللاحق ببيئة منطقة “دروازه غار” ومدى تعرض الأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة للأضرار. فهي منطقة متضررة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ومليئة بالمدمنين المنهمكين ليلًا في تناول شتي أنواع المخدرات وحقنها علانية أمام أعين الجميع … إلخ. والجدير بالذكر أن عدم وجود مكان مثل مؤسسة الحد من معاناة المرأة في إيران “خانه خورشيد” في هذه المنطقة يعني أن الظروف في هذا الحي ستصبح أكثر ترويعًا”.

2500 امرأة متضررة يفقدن مأواهن نتيجة لإغلاق مؤسسة “خانه خورشيد”

 هل يوجد مأوى سري آمن في إيران؟

 إن عدم وجود مآوٍ آمنة كأماكن لإبعاد مَن تعرضن للعنف عن البيئة العنيفة في إيران يعتبر واحدة من آلاف المشاكل في مجال دعم المرأة المعرضة للعنف.

لا يوجد على الإطلاق مأوٍي آمن في معظم مدن إيران. بالإضافة إلى ذلك، لا يعرف معظم المواطنين مكان هذه المآوي.

واستنادًا إلى تصريح حبيب الله مسعودي فريد، مساعد وزير الشؤون الاجتماعية في منظمة الرعاية الاجتماعية، يوجد 27 مأوٍ آمن في إيران. (وكالة خبر آنلاين” الحكومية للأنباء – 21 يوليو 2021). وبناءً عليه، نجد أن المآوي الآمنة يمكنها أن تستقبل امرأة واحدة فقط ممَن تعرضن للعنف؛ لكل مليوني امرأة إيرانية فوق سن الـ 10.

وما يشغل بال النساء أكثر بعد قطع رأس مونا حيدري على أيدي زوجها وجولتها في الشوارع هو ماذا يجب عليهن أن يفعلن. ويعتقد العديد من نشطاء حقوق المرأة أنه إذا كان هناك مأوٍ آمن في منطقة مونا حيدري لتلجأ إليه فلربما ما كانت للأحداث اللاحقة التي أدت إلى مقتلها أن تحدث.

 وقالت امرأة مقيمة في مدينة تايباد في خراسان الشمالية: “ليس لدينا مأوٍ آمن فحسب، بل إن أي منزل في المدينة يمكن أن يكون بيتًا للرعب. ولا يمر نهار ولا ليل إلا ونسمع صوت صراخ وبكاء من أحد المنازل، ونرى الجارات والأقارب مصابات بكدمات في العيون ومجروحات في الشفاة”.

نظام الملالي يمنع المنظمات الخيرية من ممارسة نشاطها

إن مناهضة المجتمع المدني والصراع معه من سمات ديكتاتورية الملالي المناهضة للمرأة. والجدير بالذكر أن نظام الملالي يسعى إلى حل القضايا الاجتماعية بأسلوب عسكري – أمني، من خلال إنشاء مقر وإسناد كل قضية إلى عناصر قوات حرس نظام الملالي.

 وقال سعيد صفاتيان، الخبير والباحث في الإدمان حول تجميع مراكز الحد من الأضرار وإغلاق مؤسسة “خانه خورشيد”: ” إن هذا الإجراء يعتبر أحد أكثر الإجراءات غير المهنية التي يتم القيام بها في طهران … إلخ. وهناك في الوقت الراهن وجهات نظر عسكرية وشرطية حول هذه القضية. ويعتقد المعارضون بضرورة تجميع هذه المراكز، وكذلك تجميع بعض المراكز، من قبيل مركزي شوش وهرندي ونقلها خارج المدينة. والحقيقة هي أن هذه الإجراءات غير مهنية ويتم تنفيذها”. (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء – 9 مارس 2022).

ويقوم نظام الملالي بإغلاق المنظمات الخيرية وحلها استنادًا إلى توجيه بعض التُهم لها، من قبيل العمل ضد الأمن القومي. كما أصدرت السلطات القضائية في نظام الملالي حكمًا رسميًا بحل جمعية الإمام علي، وهي منظمة غير حكومية.

Exit mobile version