إن وضع عنبر النساء في السجون الإيرانية خطير إلى حد بعيد. إذ يسعى نظام الملالي من خلال ترحيل السجينات وحرمانهن من أدنى التسهيلات؛ إلى جعل الظروف اللاإنسانية في السجن أسوأ ما أمكن بالنسبة لهن.
وتم الإبلاغ عن أن الوضع الصحي في السجون خطير للغاية، خاصة في ضوء جائحة كوفيد – 19، حيث أن وضع تفشي هذا الوباء وصل إلى مرحلة الخطر في معظم المحافظات، فضلًا عن أن هذا الفيروس تفشى في معظم السجون لدرجة أنه بات من المستحيل السيطرة عليه. هذا وأحجم نظام الملالي عن اتخاذ أقل الإجراءات لتوفير التسهيلات الصحية وتقديم الرعاية للسجينات، فضلًا عنه أنه رفض منح الإجازات لهن أو الإفراج المؤقت عنهن أيضًا.
والجدير بالذكر أن تكدس السجينات في السجون يحول دون مراعاة التباعد الاجتماعي ويساهم في زيادة احتمالية تفشي الوباء. والأنكي من ذلك أنه لا يوجد في معظم السجون من حيث المبدأ أي نوع من الفصل بين المصابات بالفيروس وغيرهن من السجينات.
وتجدر الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من السجينات السياسيات قد أصبن بكوفيد – 19، ومن بينهن زينب جلاليان، ومعصومة صنوبري، ونجات أنور حميدي، وفروغ تقي بور، وبرستو معيني، وياسمن آرياني اللواتي حُرمن من الرعاية الطبية طوال فترة إصابتهن بالفيروس.
وأعلنت منظمة العفو الدولية أنها اطَّلعت على نسخ من الرسائل الـ 4 التي بعثت بها هيئة السجون التي تمارس نشاطها تحت إشراف السلطة القضائية؛ لوزارة الصحة محذرةً من النقص الحاد في مستلزمات الوقاية الشخصية والمطهرات والمعدات والإمدادات الطبية الرئيسية. بيد أن وزارة الصحة تجاهلت هذه الطلبات. وتفتقر سجون إيران بشكل كارثي إلى المعدات اللازمة لمواجهة انتشار الأمراض المعدية.
والحقيقة هي أن أزمة كورونا أتاحت الفرصة لنظام الملالي – في خضم الأخبار اليومية المتعلقة بضحايا هذا الفيروس حول العالم – ليتمكن من تصفية معارضيه المناضلين جسديًا أو تعذيبهم من خلال حرمانهم من العلاج، دونما اعتبار للرأي العام، وتحمل الإدانات الدولية.
والجدير بالذكر أن المقاومة الإيرانية دعت مرارًا وتكرارًا إلى الإفراج عن السجناء، وخاصة السجناء السياسيين، حتى ولو بشكل مؤقت حتى انتهاء جائحة كورونا، وشدَّدت على ضرورة إرسال بعثة دولية لتقصي الحقائق إلى إيران لتفقد السجون وإجراء مقابلات مع السجناء، ولا سيما السجناء السياسيين.
ويعتبر هذا الجزء على الرغم من قصره استعراضًا للأحداث، استنادًا إلى المعلومات المتاحة حول وضع عنبر النساء في مختلف السجون الإيرانية.
![سجن إيفين](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Evin-Prison-min.jpg)
سجن إيفين
يتكون عنبر النساء في سجن إيفين من قاعتين رئيسيتين. القاعة الأولى من حيث المبدأ هي مكان لاحتجاز السجينات السياسيات وسجينات الرأي، وتشتمل على 3 غرف منفصلة. ونظرًا لتفشي فيروس كورونا وإصرار السجينات في القاعة 1 على إيجاد حل، تم استخدام القاعة 2 كمكان للحجر الصحي المؤقت لعنبر النساء. وتم تغطية نوافذ هذه القاعة بورق القصدير المصنوع من الحديد والبلاستيك، الأمر الذي يؤدي إلى منع دخول ضوء الشمس في القاعة. وما يزيد الطين بلة هو أنه لا يتم مراعاة مبدأ الفصل بين الجرائم في عنبر النساء بسجن إيفين. حيث أنه يتم نقل المتهمات بارتكاب جرائم عامة، من قبيل الإتجار بالبشر، أو المتورطات في اشتباكات إلى عنبر النساء لعدة أيام أو عدة أشهر؛ بدلًا من نقلهن إلى السجون العامة.
والغريب أن السجينات هنّ المكلفات بتوفير الأقنعة والقفازات لأنفسهن، بعد تفشي فيروس كورونا. والأنكي من ذلك هو أن الأقنعة والقفازات تباع بسعر مرتفع للسجينات في متجر السجن. والجدير بالذكر أن المنظفات والمطهرات التي يوزعها السجن على شكل حصص إعاشة غير كافية أيضًا، ويتعيَّن على السجينات شراء هذه المواد بأضعاف التكلفة من المتجر على نفقتهن الخاصة. ويتم بيع الكحول وجل اليدين في متجر السجن بأسعار مرتفعة، ولهذا السبب يشترك عدد من السجينات في شراء هذه المواد.
ويتم حجز المحكوم عليهن والمتهمات الجدد لمدة 14 يومًا في القاعة 2، وفي غرفة واحدة في إدارة الحجر الصحي. فضلًا عن أن كابينة هواتف السجن مشتركة لجميع السجينات، وكذلك المتجر.
وتضطر معظم السجينات إلى شراء المواد الغذائية بأضعاف السعر الأصلي من متجر السجن؛ بسبب رداءة طعام السجن.
ويوفر متجر السجن بعض السلع، بناءً على طلب السجينات ويبيعها لهن بأضعاف السعر الأصلي.
وعلى الرغم من أن السجينات كنَّ يتحملن نفقات مراجعة المستشفيات والمراكز الطبية على نفقتهن الخاصة؛ قبل تفشي فيروس كورونا، إلا أن المسؤولين يرفضون السماح لهن بذلك. والجدير بالذكر أن إرسال السجينات للمستشفيات يتم بشكل فوضوي إلى أبعد الحدود، ويأتي بعد فوات الأوان من حاجة السجينة للتسهيلات الطبية. حتى أن إرسال المريضات من عنبر السجن إلى المركز الصحي كان يواجه العديد من العقبات. وازداد هذا الاتجاه سوءًا بعد تفشي فيروس كورونا، حيث أنه في حالة المتابعة المستمرة لإرسال المريضات تتم إعادتهن على وجه السرعة إلى السجن دون استكمال العلاج الطبي.
![سجن قرجك بورامين](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Qarchak-Prison-min.jpg)
سجن قرجك بورامين
إن سجن قرجك للنساء هو مكان لحبس حوالي 2000 سجينة. ولا يوجد في هذا السجن فصل بين الجرائم، حيث يتم حجز السجينات السياسيات بين المجرمات العاديات والسجينات الخطيرات. والجدير بالذكر أن العديد من النساء اللواتي تم اعتقالهن أثناء انتفاضتي يناير 2018، ونوفمبر 2019، محتجزات في هذا السجن، ولم يُسمح لأي منهن بالخروج في إجازة.
وتفيد التقارير الواردة من سجن قرجك بورامين أن ما لا يقل عن 130 سجينة أصبن بفيروس كورونا، في هذا السجن. ويتم إطلاق السجينات المصابات بكوفيد – 19 في مكان يسمى “نادي السجن”، حيث البيئة غير صحية وخالية من أي نوع من التهوية المناسبة، ودون تقديم أي نوع من الرعاية الطبية.
فعلى سبيل المثال، أصيبت سجينتان بفيروس كورونا في أواخر مارس 2020، وفقدتا حياتهما في الحبس الانفرادي بسجن قرجك؛ بسبب انعدام الرعاية الطبية. وتم في شهري يوليو وأغسطس تسريب تقارير من السجن المذكور عن انتحار السجينات جراء الإصابة بفيروس كورونا.
ويمكننا إضافة انعدام التسهيلات الأساسية للرفاهية، ومشكلة نظام الصرف الصحي، والمياه المالحة، وانقطاع المياه بشكل مستمر في فصل الصيف، حيث ارتفاع درجة الحرارة، وكذلك نقص التسهيلات الطبية والصحية، وتكدس السجينات بشكل مفرط لا يقبله عقل، والاستخدام غير الصحي للهواتف التي تعمل بالبطاقة؛ إلى أسباب تفشي فيروس كورونا في سجن قرجك.
والجدير بالذكر أن الوضع الصحي الخطير في سجن قرجك أصبح مادة إعلامية حتى في وسائل الإعلام الحكومية أيضًا.
فعلى سبيل المثال، كتبت وكالة “خبرآنلاين” الحكومية للأنباء، في 15 أبريل 2020، على لسان سجينة أُطلق سراحها للتو من سجن قرجك، قولها: يتم حجز المصابات بفيروس كورونا في غرف الاجتماعات الشرعية دون توفير أي تسهيلات خاصة. وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد أي أدوية وأطباء وتسهيلات وأجهزة تنفس في هذه الغرف، على الرغم من أن العديد من السجينات يعانين من مشاكل في التنفس. ويتم احتجاز جميع السجينات المريضات وغير المريضات معًا. هذا وتُحتجز 186 سجينة في عنبر واحد صغير المساحة ومقيد بالأسرة في السجن، حتى أنه يوجد عدد كبير من الأطفال ممَن تقل أعمارهن عن عامين، في أحد العنابر المسمى بعنبر الأمهات، فضلًا عن الأمهات المرضعات.
والإمكانيات في المركز الصحي داخل السجن تافهة لا قيمة لها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المشاكل، في ضوء تفشي وباء كورونا.
فعلى سبيل المثال، لا توجد أقنعة ولا قفازات في السجن، ويُقال للسجينات اللواتي يراجعن موظفي السجن بسبب معاناتهن من أعراض الحمى: إذهبوا إلى أسرَّتكنّ واستخدموا أوشحتكنّ كأقنعة!
ويوفر متجر السجن لكل سجينة قطعة صابون واحدة ومسحوق واحد للغسيل شهريًا، وهذه الحصة لا تلبي احتياجات السجينة في الظروف العادية. ونظرًا لأن نظام الملالي يمنع الزيارات أيضًا، فمن البديهي ألا تمتلك السجينة ما تحتاجه من المال لشراء متطلباتها، في ظل منع الزيارات، ومن المؤسف أن هذا الأمر أدى إلى تردي المستوى الصحي في السجن بشكل غير مسبوق.
وتنام بعض السجينات في سجن قرجك على أرضية السجن، ويُعتبر هذا الأمر في حد ذاته أحد أسباب تفشي فيروس كورونا بين السجينات. والجدير بالذكر أن عدد السجينات في القاعات والزنازين كبير، ويتسبب هذا الأمر في خطورة الوضع في السجن، في حالة ما إذا كانت إحدى السجينات مصابة بالفيروس. وما يزيد الطين بلة هو أنه لا يتم فصل المدمنات – حيث أنهن أكثر استعدادًا للإصابة بالفيروس – عن السجينات الأخريات.
وتجدر الإشارة إلى أن اغتصاب السجينات من القضايا الأخرى التي تم الإبلاغ عنها من سجن قرجك. وبادرت السجينات المتهمات بجرائم عنف بتكسير كاميرات المراقبة الأمنية في المراحيض والحمامات، واستُخدمت هذه الفرصة في الانهيال على السجينات بالضرب والسب واغتصابهن. وعلى الرغم من علم مسؤولي السجن بهذا الوضع، إلا أنهم لم يبادروا بإصلاح هذه الكاميرات أو تركيب كاميرات جديدة فحسب، بل إن معاونية السجن لا تولي اهتمامًا بظاهرة الاغتصاب في السجن.
![عنبر النساء بسجن سبيدار](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Sepidar-Prison-min.jpg)
عنبر النساء بسجن سبيدار
تم إنشاء سجن سبيدار بالأهواز في عام 2009، على مساحة 700 متر مربع. ولا تتم مراعاة مبدأ الفصل بين الجرائم في سجن النساء، حيث يتم احتجاز السجينات السياسيات إلى جانب السجينات الأخريات المتهمات بجرائم مختلفة، من قبيل القتل، والمخدرات، والسرقة.
هذا وتعاني السجينات في عنبر النساء في سجن سبيدار في الأهواز من شتى أنواع الضغوط. إذ إنهم محتجزات في بيئة مغلقة تفتقر إلى التسهيلات اللازمة، في ضوء العيش في الهواء الساخن والملوث. وتعاني العديد من هؤلاء السجينات من بعض الأمراض، ويحتجن إلى الرعاية الطبية والعلاج، إلا أنهن محرومات أيضًا من الحصول على الحد الأدنى من الأدوية. وتوفيت امرأة واحدة على الأقل؛ بسبب انعدام الرعاية الطبية في هذا السجن.
هذا فضلًا عن أن كمية اللحوم في طعام السجينات قليلة جدًا لدرجة أن اللحوم الموجود في الطعام لا يمكن توزيعها وتقسيمها على الإطلاق بين السجينات.
والوضع الصحي في عنبر النساء في سجن سبيدار يرثى له، حيث أن السجينات محرومات من الماء الساخن للاستحمام. فسخانات المياه معطلة دائمًا، ولا يتم إصلاحها.
وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا في هذا السجن، إلا أنه يتم احتجاز السجينات في عنابر مزدحمة عن آخرها. وبعد تفشي وباء كورونا أصيب ما لا يقل عن 50 سجينة بهذا المرض. وتم احتجاز السجينات المصابات بفيروس كورونا في عنبر الحجر الصحي لفترة قصيرة، ثم تمت إعادتهن إلى العنبر العام.
ولا يوجد أي طبيب للكشف على هؤلاء المريضات، ولم يُقدم لهن أي نوع من الرعاية الطبية. حتى أن مسؤولي السجن لا يسلمون السجينات الأدوية التي أحضرتها لهن أسرهن. والغرفة التي يتم فيها عزل السجينات المصابات بفيروس كورونا مفصولة عن العنابر الأخرى ببضعة قضبان معدنية فقط.
ونظام تكييف الهواء في عنبر النساء معطل عن العمل، في ضوء ارتفاع درجة الحرارة في مدينة الأهواز في فصل الصيف، حيث تصل إلى 50 درجة مئوية. كما أن السجينات محرومات من وجود مروحة. هذا ويساهم انقطاع المياه المستمر أيضًا في تفاقم هذه المشاكل.
وتقول إحدى السجينات التي تم إطلاق سراحها من هذا العنبر إن هناك مشكلة في الصرف الصحي والمراحيض. والأنكي من ذلك هو أن الزنازين مليئة بالقمل والحشرات والصراصير. والجدير بالذكر أن المركز الصحي للنساء لا يوجد به أي طبيب أو ممرضة في كثير من أيام الأسبوع.
والكارثة الكبرى هي أن حالات محاولة الانتحار بين السجينات آخذة في الزيادة بشكل يدعو إلى القلق. نظرًا لأن السجينات يتطلعن بعد الانتحار إلى نقلهن إلى المراكز الطبية حتى يتسنى لهن العيش في ظروف أفضل لعدة أيام أو مفارقة الحياة في نهاية المطاف.
وتفيد التقارير الواردة من عنبر النساء في سجن سبيدار أنه يبدو أن هناك طبيبة تُدعى السيدة حيدري، لا تولي إي اهتمام بحالة السجينات المريضات، وترفض إعطائهن الأدوية. كما أنها تمنع إرسال السجينات المريضات إلى مستشفيات خارج السجن، وتحرمهن من الرعاية الطبية اللازمة بحجة أنهن آمنات ولا يمكنهن الخروج من السجن، ويجب عليهن البقاء فيه.
وتم نقل سجينة سياسية، تُدعى مكية نيسي، إلى عنبر الحجر الصحي، مساء يوم الإثنين 14ديسمبر 2020، بينما كانت تصرخ من شدة الألم. وكانت تطالب بصوت عالٍ بنقلها إلى مستشفى خارج السجن. بيد أن مسؤولي السجن والحراس تركوها وشأنها دون الاهتمام بها وبدون تقديم أي رعاية طبية لها. ونتيجة لذلك، عُثر صباح يوم الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 على جثة مكة نيسي هامدة في عنبر الحجر الصحي.
وكانت مكية نيسي تبلغ من العمر 35 عامًا، ومتزوجة، وأم لـ 3 أطفال. وكانت من بين مئات النساء العربيات من الأهواز اللواتي تم اعتقالهن أثناء موجة الاعتقالات التعسفية التي شنها الملالي بعد الهجوم على استعراض لقوات نظام الملالي المسلحة في الأهواز، في سبتمبر 2018.
![سجن شيراز المركزي (عادل آباد)](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Adelabad-Prison-min.jpg)
سجن شيراز المركزي (عادل آباد)
انتشر وباء كورونا بشكل كبير في هذا السجن. وبادر مسؤولو السجن بممارسة المزيد من الضغوط على السجينات للتسبب في وفاتهن تدريجيًا، بدلاً من إطلاق سراحهن.
ومن بين هذه الضغوط النفسية والجسدية عدم تسليم أدوية معينة للمريضات اللواتي يتعين عليهن تناول أدوية خاصة وحيوية للبقاء على قيد الحياة. كما يقدم مسؤولو السجن وعودًا وتهديدات واهية، بعد احتجاج السجينات ومراجعتهن لاستلام الأدوية، ويماطلونهن. ويتسبب عدم حصول بعض السجينات على الأدوية في خلق المشاكل وتهديد حياتهن.
كما أن أجهزة التشويش داخل غرف العنبر تؤثر بشكل خطير على الصحة الجسدية والنفسية للسجينات. حيث أنهن يعانين من صداع وغثيان بشكل مستمر. والجدير بالذكر أن استمرار تشغيل هذه الأجهزة سيؤدي إلى معاناة السجينات السياسيات من كارثة جسيمة.
وتم الإبلاغ في 8 نوفمبر 2020 عن أن مسؤولي السجن رفضوا إرسال سجينة مصابة بفيروس كورونا، وتعاني من صداع وغثيان شديد، وكانت في حالة حرجة جسديًا؛ إلى المركز الطبي.
![سجن أرومية المركزي](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Urmia-Prison-min.jpg)
سجن أرومية المركزي
يقع سجن أرومية المركزي، المعروف باسم “سجن دريا”، على طريق أرومية – تبريز، على بعد 15 كيلومترًا من وسط مدينة أرومية. ويحتوي هذا السجن على 17 عنبرًا.
ويحتوي عنبر النساء في سجن أرومية على 4 غرف، يوجد في كل منها 36 سريرًا، ولا يوجد بها تهوية على الإطلاق. وهناك أكثر من 330 امرأة محتجزة في هذه الغرف الـ 4، والتي يوجد في كل منها 144 سريرًا كحد أقصى. وبالتالي، فإن تقليص عدد ساعات التهوية يصعِّب الظروف كثيرًا بالنسبة لهؤلاء السجينات. حيث يتعين عليهن البقاء في هذه الزنازين المكدسة عديمة التهوية لمدة 22 ساعة في اليوم.
ويتم احتجاز المتهمات والمدانات سياسيًا وأمنيًا، والمتهمات بارتكاب جرائم عادية في هذا السجن، ولا تتم مراعاة مبدأ الفصل بين الجرائم.
والجدير بالذكر أن معدل الوفيات بالمرض في سجن أرومية مرتفع، وهو من بين السجون التي تم الإبلاغ فيها حتى الآن عن العديد من حالات الإصابة بكوفيد – 19 بین السجینات المحتجزات. فعلى سبيل المثال، توفيت في أبريل 2020 سجينة واحدة على الأقل في هذا السجن جراء إصابتها بفيروس كورونا.
هذا وأضربت 140 سجينة عن الطعام، في 18 أغسطس 2020، احتجاجًا على انعدام التسهيلات الصحية في السجن، وإهمال المسؤولين في اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من تفشي فيروس كورونا، ورفضهم الإفراج المؤقت عن السجينات.
وتفيد التقارير أنه تم نقل حوالي 300 سجينة، في 23 أكتوبر 2020، من السجون في جميع أنحاء أذربيجان الغربية إلى سجن أرومية المركزي. وحتى ذلك الحين، كان هناك 200 سجينة محتجزة في العنبر الـ 15.
وتم تقسيم هذا المكان إلى 8 غرف على شكل سيارة كوبيه ذات جدران قصيرة. ونتيجة لذلك، فإن نصف السجينات في كل غرفة ليس لديهن مكان للراحة، وينمن على أرضية الغرفة. فضلًا عن حرمانهن من الحصول على البطانيات والملابس لفترة طويلة إذا لم تكن لديهن القدرة المالية على شرائها.
ولا يتوفر لهؤلاء الـ 200 سجينة سوى 5 مراحيض و3 حمامات. والمراحيض معطلة معظم الوقت وغير صالحة للاستخدام. وعادة ما يتم قطع الماء الساخن اللازم للاستحمام، وتضطر السجينات إلى الاستحمام بالماء البارد. ويعيش الأطفال أيضًا في هذا السجن بمعية أمهاتهم في هذا العنبر. ونظرًا للتكدس والقذارة في هذا العنبر يتعرض الأطفال لشتى الأمراض، ومن بينها أمراض الجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية … إلخ.
والجدير بالذكر أن طعام السجن رديء للغاية، وجودته متدنية، وكثيرًا ما تجد فيه السجينات فئران وصراصير. كما يتسبب الماء الرديء في السجن في إصابة السجينات بأمراض الكلى. ولهذا السبب كثيرًا ما تحتج السجينات على مسؤولي السجن. ناهيكم عن أن اللحوم محذوفة تمامًا من البرنامج الغذائي لعنبر النساء في سجن أرومية. والحقيقة هي أن السجينات مضطرات في الوقت الراهن إلى إعداد الطعام على نفقتهن الخاصة بالتجهيزات المحدودة للغاية في السجن؛ بسبب تدني جودة أطعمة السجن, ونظرًا لانعدام التسهيلات اللازمة، وبيئة الطهي غير الصحية في السجن، أصيب عدد من السجينات بالمرض.
ويتم إرسال المريضات إلى المستشفيات والمراكز الطبية خارج السجن في ظروف خاصة فقط، وبموجب تصريح قضائي. ومع ذلك، يرفض مسؤولو السجن خروج المريضة حتى بعد إصدار التصريح القضائي. وانتهاكًا للائحة السجون، تتحمل السجينة تكلفة زيارة الطبيب والعلاج خارج السجن.
سجن تبريز المركزي
تجدر الإشارة إلى أن 150 سجينة في عنبر النساء بسجن تبريز محرومات من الحد الأدنى من حقوقهن ومن التسهيلات.
والوضع في المركز الصحي في سجن تبريز متردي إلى أبعد حد، حيث لا يوجد أي مستوى من الرعاية الطبية للسجينات. إذ يوجد في هذا السجن ممرضة واحدة فقط، كما أن الطبيب لا يأتي سوى مرة واحدة في الأسبوع، ومع ذلك لا يقدمان أي خدمة للمريضات.
هذا فضلًا عن أن مسؤولي السجن لم يبادروا منذ البداية بفصل المريضات وعزلهن. وتسبب هذا الأمر بطبيعة الحال في إصابة عدد كبير منهن بكوفيد – 19. وأصيبت 9 سجينات على الأقل بفيروس كورونا، في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر.
فيما لا يتم إعطاء النساء الصابون الخاص بحوض الغسيل لاستخدامه في دورة المياه. ولم يتم أي رد على احتجاجات السجينات في هذا الشأن. والسجينات مضطرات إلى استخدام مسحوق الغسيل لغسل أيديهن.
وتم إعطاء طبق شوربة إضافي فقط، في الطعام الذي يقدمه السجن، في ظل ظروف إصابة عدد من السجينات في هذا العنبر بفيروس كورونا، وتم خصم 4500 تومان من حساب بطاقتهن.
والجدير بالذكر أن طعام السجن رديء للغاية، كما أن البضائع المعروضة في المتجر غالية الثمن ونوعيتها رديئة. ولا يُسمح لهؤلاء النساء بأن يكون لهن مطبخ أو ولَّاعة للموقد. وبادر مسؤولو سجن تبريز في إجراء غير قانوني وسرقة صارخة لحصص السجينات الضئيلة من الطعام؛ بإجبارهن مرتين في الأسبوع الـ 3 من شهر نوفمبر على شراء الزيت اللازم لطهي الطعام من المتجر وتسليمه لمسؤول السجن.
وتفيد التقارير الواردة من هذا السجن أن سجينة تبلغ من العمر 60 عامًا، وتُدعى شهين صلح جو، أصيبت بمرض القوباء النطاقية، ونقلوها إلى الحبس الانفرداي، ثم أعادوها إلى العنبر العام، بدلًا من تقديم الرعاية الطبية لها وعلاجها. وبعد ذلك، قاموا في إجراء غير إنساني بإجبارها على النوم في الفناء في هواء الخريف البارد ليلًا، في حين أنها تعاني من آلام شديدة ناجمة عن إصابتها بمرض القوباء النطاقية.
وما يزيد الطين بلة هو أن مسؤولي سجن تبريز يجبرون السجينات، في ظل برودة مدينة تبريز التي تصل تحت الصفر؛ على جمع بطانيات وسجاد العنبر وغسلهم في الفناء. كما أنهم يجبرون هؤلاء النساء المطحونات العاجزات على أخذ أسرة السجن إلى فناء السجن ودهنها وإعادتها إلى العنبر.
والجدير بالذكر أن العديد من هؤلاء النساء أصبن بالمرض بشدة هذه الأيام بسبب البرودة. وأقبلت إحدى السجينات، وتُدعى معصومة بهرامي، وتبلغ من العمر 28 عامًا على الانتحار بقطع وريد يدها؛ بسبب شدة السخرة في الطقس البارد.
![سجن مشهد المركزي (عادل آباد)](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Vakilabad-Prison-min.jpg)
سجن مشهد المركزي (عادل آباد)
تُحتجز نحو 700 سجينة في عنبر النساء في سجن وكيل آباد في مشهد بتهم مختلفة، من بينها الجرائم المالية والسرقة والقتل، فضلًا عن السجينات السياسيات والمتهمات بجرائم أمنية.
ويحتوي عنبر النساء على 6 قاعات. ويحتجزون السجينات السياسيات عمدًا في مختلف العنابر إلى جانب سجينات متهمات بجرائم عادية، من قبيل القتل واختطاف البشر والمخدرات؛ بغية تعذيبهن.
والجدير بالذكر أن وضع السجينات أسوأ حتى من وضع الرجال في هذا السجن، حتى أنهن محرومات من الحد الأدنى من التسهيلات المتاحة للرجال.
والعنبر العام في هذا السجن، والذي يستخدم كعنبر للعقاب؛ لا يوجد به أي أسرة، وغير صحي إلى حد كبير. حيث أن هذا العنبر لا يحتوي سوى على نافذتين صغيرتين مغلقتين دائمًا تمامًا. وباب هذا العنبر مغلق تمامًا، وتطرقه السجينات عندما يكون لديهن طلبًا ما فقط، وبوجه عام يتجاهلهن الحراس.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة سجينات في هذا العنبر أقبلن على الانتحار حتى الآن. ويُقال أن مسؤولي السجن لم يبادروا ذات مرة بفصل وشاح إحدى السجينات التي استخدمته للانتحار؛ عن جسدها بعد نقل جثتها من المكان، لكي يكون درسًا تتعظ منه السجينات الأخريات.
وتواجه السجينات بعض المشاكل، من قبيل رداءة الطعام في السجن، وندرة السلع المطلوبة في متجر السجن وارتفاع أسعارها، ومنعهن من مراجعة المراكز الطبية. والغريب أن إرسال السجينات إلى النيابة والمحكمة ظل على ما هو عليه خلال فترة تفشي وباء كورونا، بل واستمر حتى أكثر من ذي قبل.
ولا تحتوي غرف العنبر على دورات مياه منفصلة، ولا يوجد سوى دورة مياه مدمجة في نهاية الدهليز؛ وتشترك جميع السجينات في استخدامها.
وبعد تفشي وباء كورونا لم يزود مسؤولو السجن السجينات بالمنظفات والمطهرات. وتقوم السجينات بتطهير أطراف السجن مرتين في الأسبوع باستخدام برشامة واحدة يزودهن بها مسؤولو السجن. ومن ناحية أخرى، نجد أن السجينات محرومات من اقتناء القفازات والكحول، ويمكنهن فقط شراء الأقنعة القماشية التي يتم تخييطها في ورشة الخياطة في السجن بسعر 4500 تومان للقناع الواحد، واستخدامها. بيد أن هذه الأقنعة التي لا تُصنع في بيئات صحية وقياسية، من شأنها أن تكون في حد ذاتها سببًا في نقل العدوى.
ولا يوجد سوى طبيب عام واحد وطبيبة نسائية واحدة في المركز الصحي، وفي حالة طلب السجينات نقلهن إلى مراكز طبية خارج السجن، يتم الرد على طلبهن في غضون 7 إلى 10 أيام. وتتحمل السجينات تكاليف العلاج انتهاكًا لقوانين هيئة السجون.
ويتم وصف الأدوية المسكنة، وأدوية الأعصاب وشراب الميثادون فقط، في المركز الصحي في السجن. والكارثة الكبرى هي أن شراب الميثادون يتسبب في إدمان السجينات. وفي حالة إصابة إحدى السجينات بكسر في العظام يُحجمون عن تجبيرها، وإذا أصيبت السجينة بمشاكل في التنفس والربو ينكرون أنها مصابة بهذا المرض حتى لا يعطونها معلق بخاخ للأنف. وإذا احتجت السجينات على هذا الوضع غير الصحي واللاإنساني، يتمثل رد رئيس العنبر ورئيس السجن في توجيه الإهانات والسب ليس إلا. ويقولان للسجينة: “ليس لكِ الحق في الاحتجاج”.
ويتم في هذا السجن توزيع شراب الميثادون مجانًا بين السجينات. ومبرر حراس السجن للقيام بذلك هو الحيلولة دون عدم الانضباط والسيطرة على الأجواء في السجن. ويلجأ المسؤولون عن أمن السجن إلى الضرب والسب والإهانة والتحقير ليس إلا للحيلولة دون عدم الانضباط في السجن. ويسفر هذا الأسلوب في كثير من المرات عن كسر أيدي وأرجل السجينات.
والقاضيان المشرفان على السجن هما: دهقان وامرأة معروفة باسم باصري، يتصرفان بطريقة تعسفية وغير قانونية تمامًا فيما يتعلق بقوانين الإجازة، وتحديد مبلغ الكفالة ونوعها. والسجينات السياسيات ممنوعات تمامًا من الاتصال والزيارة. والجدير بالذكر أن تعامل موظفو السجن مع السجينات السياسيات أكثر عنفًا من تعاملهم مع مرتكبات الجرائم العادية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت في قائمتها السوداء، في 24 سبتمبر 2020، قاضيان و 3 سجون، من بينها سجن وكيل آباد في مشهد، وفرضت عليهم عقوبات؛ بسبب دورهم في التعذيب الوحشي واللاإنساني والمهين، والاعتقال التعسفي للأفراد بسبب مشاركتهم في التجمعات السلمية.
سجن بيرجند للنساء
إن عنبر الحجر الصحي في سجن بيرجند للنساء عبارة عن صالة ألعاب رياضية قديمة، حيث تُحتجز فيها حوالي 120 سجينة معًا، وبسبب ضيق المساحة، لا يمكن مراعاة التباعد الاجتماعي بين السجينات على الإطلاق.
ولا يحتوي هذا العنبر سوى على دورتي مياه صالحتان للاستخدام، و 4 حمامات لجميع السجينات، وكل سجينة مضطرة إلى استخدامها، حيث يتعين عليهن الوقوف في الطابور لفترة طويلة. وتقوم السجينات بغسل أطفالهن المتسخين، والأطباق في دورات المياه؛ ما عدا النظافة الشخصية. ولايوجد في البهو أي نوع من المطهرات السائلة سوى الصابون السائل.
وتم إضافة 3 دورات مياه أخرى لاستخدام السجينات، بعد تفشي وباء كورونا ومتابعة عائلات السجينات، وتم توزيع عدد من الأقنعة والقفازات بينهن.
وعانى عدد من السجينات، في يونيو 2020، جراء الإصابة بالحمى والقشعريرة والتهاب الحلق وآلام الجسم. بيد أن المسؤولين في السجن تجاهلوا هذه المشكلة. وعندما ازداد عدد المريضات، قام أحد الأطباء بفحص حوالي 80 مريضة في العيادة الخارجية وأعطاهن جميعًا أدوية البرد وطارد للبلغم. بينما تم الإبلاغ لاحقًا بأن عددًا كبيرًا من السجينات فقدن حاسة الشم والذوق.
سجن زنجان
أصيبت 12 سجينة على الأقل بوباء كورونا من إجمالي 18 سجينة، في سجن زنجان. وتتجسد الأعراض التي ظهرت عليهن في الإجهاد الشديد، وآلام البطن والإسهال والقيء وفقدان حاسة الشم. وتم التخلي عنهن وهنّ على الأسرَّة بدون أدوية وعلاج وتغذية مناسبة. وأدى عدم توفير التسهيلات الطبية، وانعدام الأجواء المناسبة للحجر الصحي، واحتجاز الوافدات الجديدات، وعدم الرقابة على صحتهن؛ إلى تفشي فيروس كورونا في عنبر النساء بسجن زنجان.
![سجن دولت آباد للنساء في أصفهان](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/12/Conditions-of-Iranian-prisons-the-womens-wards-min.jpg)
سجن دولت آباد للنساء في أصفهان
الوضع في سجن دولت آباد للنساء في أصفهان يُرثى له ومؤلم للغاية لدرجة أن العديد من السجينات المسجونات بتهمة ارتكاب جرائم عادية يترقبن الفرصة للانتحار.
وحالة الطعام في هذا السجن سيئة للغاية، حيث أنه غير صالح لإطعام الآدميين. فجودة الخبز متدنية جدًا نظرًا لقدمه وتشبعه بكمية كبيرة من الكافور. ويقدمون للسجينات في بعض الأيام وجبة الإفطار مكونة من قطعة من الجبن أو مربى فقط. ولا يقدمون أيضًا هذا الفطار في الأيام الأخرى.
وجودة طعام الغذاء متدنية للغاية. ويتم استخدام فول الصويا في الطعام، مما يجعل الطعام غير صالح للاستعمال. وتوجد حشرات في الطعام، في كثير من الحالات.
ويبيع متجر السجن سلعًا متدنية الجودة للغاية للسجينات بأسعار مرتفعة. ولا يمكنهن الحصول على المواد المغذية أو الخضروات من متجر السجن. ولهذا السبب تعاني معظم السجينات من فقر الدم والضعف البدني الخطير.
والمستوى الصحي في السجن متدني للغاية، حيث لا توجد تسهيلات صحية. ودورات المياه والحمامات قليلة مقارنة بعدد السجينات. وتطفح آبار المراحيض معظم الأوقات. ويوجد في كل عنبر حمامان لكل 40 سجينة. ومياه الحمام باردة دائمًا. وتضطر النساء إلى الاستحمام بالماء البارد، وتصاب الكثيرات منهن بآلام العظام أو نزلات البرد.
ويوجد بالمركز الصحي بالسجن الحد الأدنى من الإمكانيات. وإذا ساءت الحالة الصحية لسجينة ما، لا يتم اتخاذ أي إجراء جاد لإنقاذ حياتها.
اضطهاد السجينات السياسيات
تتعرض السجينات السياسيات لأكبر قدر من الضغوط. ويتم ترحيلهن بموجب إصدار أحكام غير قانونية، ويتم نقل بعضهن إلى هذه السجون حتى بدون حُكم كنوع من العقوبة. وتهدف عمليات النقل هذه، من جهة، إلى زيادة الضغط على السجينة، ومن جهة أخرى، لفصل السجينات السياسيات عن بعضهن البعض، والحيلولة دون انتقال الأخبار المتعلقة بأوضاعهن إلى وسائل الإعلام.
والجدير بالذكر أن حياة السجينات السياسيات في سجن دولت آباد للنساء معرضة للخطر. ويستأجر مسؤولو السجن بعض السجينات المتهمات بارتكاب بعض الجرائم، من قبيل جريمة القتل لمضايقة السجينات السياسات وإلحاق الضرر بهن.
وتتصل السجينات المأجورات بالمخابرات ليُبلِّغن عن تقارير كاذبة عن السجينات السياسيات. وهذا الأمر يجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للسجينات السياسيات، حتى أنه يسفر عن تلفيق قضايا جديدة ضدهن.
والجدير بالذكر أن موظفو السجن هؤلاء، فضلًا عن لجوئهم إلى العنف وتعذيب السجينات، فهم معروفون بالفساد الأخلاقي حالهم في ذلك حال نظرائهم في العديد من السجون الأخرى.
سجن سمنان
لا يوجد في سجن سمنان الحد الأدنى من البُنى التحتية الصحية، ولا حتى مياه الاستحمام. ويتعين على السجينات أن يذهبن إلى الحمام حسب الساعة المحددة لهن. وانهارت خزانات الصرف الصحي، بيد أن مسؤولي السجن فصلوا سيفونات المجمع الصحي، بدلًا من إصلاحها والتحقيق في هذا الأمر. وبالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تم خلقها للسجينات، فإنهن لا يشعرن بالأمان على حياتهن. إذ قد يؤدي أيٌ من هذه المشاكل إلى انهيار المجمع الصحي. وأصيب العديد من السجينات بأمراض جلدية. ولا يوجد مركز صحي لعلاج هذه الأمراض. ويتجاهل حراس السجن هؤلاء المريضات. وأصبح وضع هذا السجن خطيرًا في ظل تفشي وباء كورونا. ويتم إرسال الوافدات الجديدات من السجينات داخل العنبر دون وضع حواجز للعزل.
سجن لاكان في رشت
تشير التقارير الواردة من سجن لاكان في رشت إلى عدم مراعاة بروتوكولات الحجر الصحي في هذا السجن. والجدير بالذكر أن محافظة كيلان واحدة من المحافظات التي تشهد أعلى معدل للإصابة والوفيات بفيروس كورونا.
وعلى الرغم من تصاعد تفشي وباء كورونا في البلاد وفي السجون، يتم إدخال الوافدات الجديدات من السجينات العاديات، على وجه التحديد، في العنابر بدون حجر صحي.
والطقس الحار المصحوب بالرطوبة في مدينة رشت يجعل من الصعب بمكان ارتداء الأقنعة، خاصة بالنسبة لهؤلاء السجينات اللواتي يتم إيقاف تشغيل أجهزة التكييف في عنبرهن لمدة 8 ساعات يوميًا.
وقال المسؤولون في سجن لاكان في رشت في ردهم على احتجاج السجينات أنه سيتم إرسالهن إلى عنبر النساء مباشرة دون إكمال فترة الحجر الصحي في حالة استقبال عدد أكبر من السجينات الجديدات.
ولا تتم مراعاة مبدأ الفصل بين الجرائم في سجن لاكان في رشت، حاله في ذلك حال العديد من السجون الإيرانية.
ومن بين قوانين هذا السجن إلزام عائلات السجينات بالتغطية الكاملة، أي ارتداء الحجاب أو العباءة الطويلة والفضفاضة والمغلقة من الأمام، والجوارب.
وكثيرًا ما تنقطع خطوط الهاتف في سجن لاكان في رشت، وتُحرم السجينات من الاتصال بعائلاتهن. وبادرت السجينة السياسية، آتنا دائمي بالإضراب عن الطعام احتجاجًا على الحرمان من الاتصال بأسرتها. بيد أن لا أحد من مسؤولي السجن يولي اهتمامًا بحل هذه المشكلة. وكتبت آتنا دائمي في رسالتها من هذا السجن، في أغسطس 2021:
إنني مسجونة في منفى رشت المناهض للمرأة، منذ 5 أشهر، حيث أن هذا المكان مليء بالتمييز مقارنة بسجن الرجال في نفس المحافظة. ولا يسود في هذا المكان سوى القهر والقمع والظلم وتضييق الخناق؛ حاله في ذلك حال المناطق الأخرى في إيران.
حتى أن الإقلاع عن التدخين إجباري هنا. وفضلًا عن الإجبار على إقامة الاحتفالات وحضور الفصول الدينية، نجد أن الكذب أيضًا إجباري. فعلى سبيل المثال، تقوم السجينات لساعات عديدة بنسج السجاد من الحرير بكامله، ويبلغ سعر السجادة 8 مليار تومان؛ مقابل راتب سنوي لا يزيد عن مليون تومان كحد أقصى، والتحدث في الهاتف التي تسرق كابلاته باستمرار؛ لمدة 20 دقيقة. ولكنهم يطلبون من السجينات القول أمام الكاميرا إنهن يتقاضين راتبًا كبيرًا يكفي حتى للإنفاق على أسرهن.
سجن فرديس في كرج (كجوئي)
يحتوي عنبر النساء في سجن فرديس في كرج (كجوئي) على حجر صحي، و 4 قاعات، وصالة الدهليز العام ومطبخ. ويتم في الوقت الراهن احتجاز ما يتراوح بين 50 إلى 60 سجينة في كل قاعة. وتحتوي كل قاعة من قاعات عنبر النساء الـ 4 على 3 دورات مياه وحمامين، مع العلم أنها لا تلبي احتياجات السجينات؛ نظرًا لعدد السجينات الكبير المحتجزات في كل قاعة.
وإجمالًا يستوعب عنبر النساء في سجن فرديس 200 سجينة. ومعظم هؤلاء النساء متهمات بارتكاب جرائم عادية. وتقضي السجينات السياسيات عقوبتهن بين هؤلاء السجينات العاديات؛ دون رعاية مبدأ الفصل بين الجرائم.
والحجر الصحي في سجن فرديس في كرج مزدحم جدًا. ويوجد في هذا المكان 20 سريرًا، وينام العديد من النساء على الأرض.
ولا يوجد في هذا العنبر سوى دورة مياه واحدة. وتعطل دُش الحجر الصحي لمدة شهر، واضطرت السجينات إلى استخدام خرطوم دورة المياه للاستحمام. وحدث ذلك في ظل ظروف زاد فيها تفشي فيروس كورنا من خطورة الوضع. ويستغل مسؤولو السجن ظروف خراب دورات المياه في تكثيف الضغط على النساء، بدلًا من أن يتخذوا أي إجراء لإصلاحها. هذا ويفتقر عنبر النساء في بداية فصل الشتاء إلى أجهزة التدفئة، ومرضت الكثيرات من النساء.
والجدير بالذكر أن طعام السجن فاسد وصلاحيته منتهية في كثير من الحالات. فعلى سبيل المثال، تم تقديم الجبن الحامض أو البيض الفاسد لهن أكثر من مرة. وغالبًا ما تعاني النساء من الجوع بسبب عدم كفاءة مسؤولي السجن في الإدارة، لدرجة أنه يحدث ازدحام في كثير من الحالات أثناء توزيع الطعام، مما يسفر عن سكب الطعام على رؤوس السجينات.
ومن بين وسائل الضغط على السجينات إجبارهن على المشاركة في المناسبات الحكومية.
ويبادرون بصف السجينات 3 مرات كل 24 ساعة، ويجمعون المعلومات عنهن سرًا، وبهذه الطريقة يمارسون المزيد من الضغط عليهن.