يفيد تقرير شهود العيان إصابة ما لا يقل عن 20 سجينة بفيروس كورونا في سجن قرجك للنساء

احتجاز المريضات بين 2000 سجينة والنقص الحاد في المستلزمات الصحية في السجن

يفيد تقرير شهود العيان إصابة ما لا يقل عن 20 سجينة بفيروس كورونا في سجن قرجك للنساء

بعد تفشي فيروس كورونا، تدهورت الحالة الصحية للنساء في سجن قرجك لدرجة أن وسائل الإعلام الحكومية سلطت الضوء على الموضوع. وأفادت وكالة “خبرآنلاين” الحكومية للأنباء في تقرير نشرته في 15 أبريل 2020 حول الوضع الصحي المتدهور للسجينات في سجن قرجك وإصابة 20 سجينة بفيروس كورونا أنه تم احتجازهن بين السجينات الأخريات.

هذا ويستخدم سجن قرجك للنساء لحبس النساء المتهمات بارتكاب جرائم عنف ونفي السجينات السياسيات. ولا يوجد فصل بين الجرائم في هذا السجن، حيث تُحبس السجينات السياسيات بين المجرمات العاديات والسجينات الخطرات. وتعيش النساء اللاتي تم اعتقالهن خلال انتفاضتي نوفمبر 2019ويناير 2020 في هذا السجن ، ولم يُسمح لأي منهن بالإجازة.

وكشفت وكالة “خبر آونلاين” النقاب على لسان محامي بعض السجينات، وسجينة تم الإفراج عنها مؤخرًا من السجن في ظل تفشي وباء كورونا؛ عن جانب من جوانب الكارثة في هذا السجن.

تفشي فيروس كورونا في سجن قرجك وإنكار المسؤولين

قالت سجينة تم الإفراج عنها مؤخرًا من سجن قرجك بورامين إن اثنتين من موظفات السجن، بمن فيهما طبيبة وممرضة مصابتان بفيروس كورونا وتخضعان للحجر الصحي، وأصيب في عنبري 5 و 6 ما لا يقل عن 20 سجينة بفيروس كورونا ولم يتم فحصهن.

ويتم حبسهن في حجيرات خاصة باللقاءات الشرعية تفتقر إلى أي إمكانيات خاصة. حيث لا يوجد أدوية وأطباء وأجهزة تنفس في هذه الحجيرات، على الرغم من أن العديد منهن تعانين من مشاكل في الجهاز التنفسي.

وحول عدد المصابين بفيروس كورونا في سجون البلاد، لم يرد ”مهرزاد تشكريان“، المدير العام للصحة والعلاج لمنظمة السجون، على سؤال وكالة “خبرآنلاين” للأنباء ، وقال إنه غير مسموح له بالتحدث عن عدد المصابين.

اكتظاظ عدد النساء في العنبر الواحد وزيادة خطرإصابتهن بالعدوى

وكشفت نفس السجينة النقاب عن أنه يتم حبس السجينات المريضات وغير المريضات سويًا في مكان واحد، وأن 186 سجينة محبوسات في العنبر الواحد المكتظ بالأسرة.  وأبواب الممرات مغلقة حاليًا للسجينات ولا يسمح لهن بالتجول داخلها.

وهناك عنبر يعرف باسم عنبر الأمهات حيث يحتجز عدد كبير من الأطفال دون سن الثانية من العمر والأمهات المرضعات.

والإمكانيات في العيادات الصحية داخل السجون متدنية للغاية، مما أدى إلى زيادة المشاكل في ظل تفشي فيروس كورونا، حيث لا توجد كمامات ولا قفازات في السجن. وتقول هذه السجينة المفرج عنها أن بعض النساء اللائي تعانين من ارتفاع درجة الحرارة تراجعن موظفي السجن،  إلا أن حراس السجن يطالبونهن بالعودة إلى أسرّتهن واستخدام أوشحتهن كأقنعة.

وتقول هذه السجينة أنه لا يُجرى أي تفكيك على المريضات في السجن. ويُطلب من بعض السجينات العاديات اللاتي تم منحهن إجازة ضرورة العودة بعد انتهاء فترة الإجازة. وتجدر الإشارة إلى أن دخولهن في العنبر العام عند عودتهن بدون إجراء اختبار كورونا سيؤدي إلى كارثة أخرى.

وتقول السجينة المذكورة إن كروت الهاتف من أسباب تفشي المرض، حيث يصطف جميع الأفراد ويتحدثون في سماعة هاتف واحدة. ولا توجد فواصل بين الأفراد في هذا المكان ولا مطهرات لكروت الهاتف التي تستخدمها جميع النساء.

السجينات اللاتي ينمن على الأرض والسجينات المدمنات

وتقول إحدي محاميات السجينات في سجن قرجك إن بعض السجينات ينمن على أرضية السجن وهذا في حد ذاته من أسباب تفشي فيروس كورونا. كما أن عدد السجينات في القاعات والزنزانات كبير مما يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي في السجن في حالة إصابة أي سجينة بالفيروس.  وما يزيد الطين بلة هو عدم عزل السجينات المدمنات ذوات الصحة المتدهورة عن السجينات الأخريات. ومن البديهي أن تكن النساء المدمنات عاملًا مساعدًا بشكل أكبر على الإصابة بفيروس كورونا، إلا أنهن يعشن بين السجينات الآخريات.

النقص الحاد في المواد الصحية

كانت الظروف الصحية في سجن قرجك للنساء متدهورة حتى قبل تفشي وباء كورونا. ويقول السجناء في سجن قرجك أنه لم تكن هناك أي وسائل لدى السجن لمكافحة قمل الرأس بين السجناء، وكل ما يفعلونه هو حلق رؤوس السجينات وغسلها بالمادة تدعى ”وايتكس“ . كما أنه بعد تفشي فيروس كورونا لم يتم توفير إمكانات صحية خاصة للسجناء.

وأوضح المحامي، ”أميد مرادي“، الموكل للدفاع عن بعض السجينات في سجن قرجك للنساء أن : ”هناك حوالي 2000 سجينة في سجن قرجك، وأن ما يقدم لهن من إمكانيات أقل من المعتاد. حيث تُباع المواد الصحية وحتى الطعام في السجن بأضعاف الثمن خارج السجن. وهناك سجينات ليس لديهن زيارات، إضافة إلى أن الزيارات أصبحت محدودة الآن ، ويعاني العديد من السجينات من الضائقة المالية وغير قادرات على شراء ما يحتاجونها.

والجدير بالذكر إن المناعة لدى السجينات متدنية إلى حد كبير بسبب حمض الستريك الذي يُسكب في ماء السجن وغذائه، والميثادون الذي تستهلكه السجينات بكثافة، وكذلك تناول جميع أنواع المهدئات. فيما لم يُقدم للسجينات أي حبوب من الفيتامينات أو الخضروات والفاكهة. ومن ناحية أخرى، لا يمكنهن شراء هذه المواد على نفقتهن الخاصة.

ونظرًا لأن نظام الملالي منع الزيارات، فمن الطبيعي ألا تملك السجينة المال اللازم لشراء ما تحتاجه، ومن المؤسف أن المستوى الصحي في السجن يتدنى بشكل غير مسبوق. ويوفر متجر السجن قطعة صابون واحدة وكيس مسحوق غسيل واحد شهريًا لكل سجينة، وهذه الكمية لاتكفي سجينة واحدة في الظروف العادية.

وفي هذا الصدد، تقول إحدي السجينات المفرج عنها مؤخرًا: ” في بعض الأوقات كنت أقف في الصف انتظًارا لشراء الصابون السائل ولكن لم يأتي دوري، وآنذاك قالت لي إحدى السجينات التي اشترت عبوتين من الصابون السائل أنها تريد أن تبيع لي العبوة الواحدة بـ 100 ألف تومان، واضطررت أن أشتري منها العبوة بهذا الثمن نظرًا لتفشي فيروس كورونا. والجدير بالذكر أن الصابون السائل العادي بوزن ما يتراوح بين 300 إلى 500 جرام يباع بعد معاناة وقيود وتوسل في متجر سجن النساء بمبلغ يتراوح بين 75 إلى 100 ألف تومان أي ما يعادل 5 أضعاف السعر المعتمد، في حين أن سعره خارج السجن يتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف تومان كحد أقصى. والسجينة مضطرة إلى شراء المواد الصحية الأساسية التي تلزمها من متجر السجن بأضعاف السعر الرسمي.

Exit mobile version